يعد كتاب (الوفا بفضائل المصطفى) من أعظم كتب السيرة النبوية، لمؤلفه الإمام العلامة الحافظ جمال الدين أبي الفرج عبدالرحمن بن علي ابن الجوزي (المتوفى سنة 597هـ)؛ ويقع في خمسة مجلدات، وقد جاء على شكل عمل موسوعي مبتكر، يتعلق بحياة رسول الله (ص) من الناحية التاريخية كالنشـأة، والبعثة، والهجرة، والمغازي، ومن ناحية المآثر، والمناقب، والمعجزات، والشمائل الخِلقية والخُلقية من زهد، وآداب، وعبادات، وغير ذلك، فطابق موضوع الكتاب عنوانه، فقد أوفى على الغاية بأحوال رسول الله (ص).
ويتجلى التجديد في هذا الكتاب أنه جمع شتات الروايات المنتشرة في بطون كتب الحديث والتاريخ والسير وغيرها في إطار واحد، وإخراجها في مصنف مستقل، وإدخالها في قالب تنظيمي دقيق، جعلها متصلة الحلقات، مترابطة الحوادث، محكمة السرد، يشد بعضها بعضًا، ويشهد بعضها لبعض، وبهذا شكل الكتاب طورًا جديدًا متميزًا في التآليف في السيرة النبوية عن المصنفات التي سبقته، ولأجل ذلك كان هذا الكتاب موضع إشادة وتقدير من العلماء بعده، تمثل في كثرة النقولات منه، والاستدلال من نصوصه.
وقد تم التحقيق من قبل المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية على 16 نسخة خطية محفوظة في مكتبات العالم شرقًا وغربًا. وخرج الكتاب في صورة مشرقة، وثوب من التحقيق بديع، وطباعة في حلة قشيبة تسر القارئين، ليحقق رسالة المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في خدمة تراث أمتنا التي تعد من أشرف الأعمال، وأجلها منزلة، وأعظمها عند الله أجرًا.