المركز الإعلامي


في أول لقاء صحافي مع معاليه بعد توليه رئاسة المجلس الأعلى للشئون الإسلامية
oتجربة "المجلس" نموذج إسلامي مخلص في ترسيخ الوسطية والعمل المشترك والوحدة بين المسلمين 
oنعمل على خدمة الدين والقيم والأخلاق وصون الهوية والثوابت والمنجزات والدعوة إلى السلام
oنعتز بما حققه المجلس على مدى أكثر من 20 عامًا ونتطلع إلى بذل المزيد والبناء على ما تحقق
oتشغيل معهد القراءات قريبًا.. ومشاريع جديدة لإعمار الجوامع بالتعاون مع "السنية" و"الجعفرية"
oالتعايش والوسطية والوحدة من الصفات الأصيلة المتوارثة في هذا البلد الطيب وبين أهله الكرام 
oإنشاء كلية عبدالله بن خالد للدراسات الإسلامية يعكس حرص جلالة الملك على خدمة الدين الحنيف 
oالأزهر الشريف منارة من منارات العلم والوسطية والخير.. والعلاقات البحرينية معه تاريخية ووثيقة
oالشعوب أصبحت أكثر وعيًا وإدراكًا لأهمية الأمن والاستقرار والتوحد لمواجهة التطرف والإرهاب 

لقاء صحفي مع صحيفة الأيام البحرينية منشور بتاريخ 15 أكتوبر 2018م

كشف رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن راشد آل خليفة أن المجلس بصدد تنفيذ عدة مشاريع جديدة لبناء وصيانة عدد من الجوامع في مناطق متعددة من البلاد، بالتعاون مع وزارة العدل والشئون الإسلامية والأوقاف، وإدارتي الأوقاف السنية والجعفرية.
وأكد في أول حوار صحفي – بعد توليه رئاسة المجلس- أن العمل جارٍ لتشغيل معهد القراءات وإعداد معلمي القرآن الكريم رسميًا، إلى جانب مشاريع الدعم للمعاهد الدينية والحوزات ومراكز التحفيظ ولطلبة العلوم الشرعية.
وأشار الشيخ عبدالرحمن بن محمد إلى أن المجلس بدأ في بعض الخطوات التطويرية إداريًّا وهيكليًّا وتنظيميًّا في عمل المجلس لمواكبة التطور الفني والتقني والتكنولوجي، لافتًا إلى أن المجلس بصدد طباعة كتاب توثيقي شامل لمسيرة المجلس الأعلى للشئون الإسلامية منذ إنشائه وحتى الآن.
وشدد أن مشروع إنشاء كلية عبدالله بن خالد للدراسات الإسلامية، يعكس بوضوح حرص جلالة الملك واهتمامه بخدمة الدين الحنيف والقرآن الكريم، ورعاية ودعم العلوم الشرعية وطلابها، مؤكدًا حرص البحرين على التعاون مع الأزهر الشريف لوضع مناهج متوازنة ومتنوعة ووفق ضوابط وأسس محكمة للكلية، بما يعمل على إذابة الفوارق المذهبية.
وبين رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية أن اللقاء الأخير للمجلس مع جلالة الملك المفدى كان تاريخيًّا ويبعث على الفخر والسعادة والاعتزاز، لافتًا إلى أن ما أبداه جلالته في اللقاء من تقدير لدور المجلس «وسام فخر»، وأكبر تتويج للجهود المبذولة من قبل المجلس، وهي تمنحنا الدافع الأكبر للمضي قدمًا.
واعتبر أن تجربة المجلس نموذج فريد وطيب ومخلص في العالم الإسلامي لترسيخ الوسطية والوحدة بين المسلمين، والعمل المشترك بين علمائهم المخلصين، مشيرًا إلى أن المجلس يهدف إلى خدمة الدين والقيم والأخلاق، والحفاظ على الهوية الدينية للبحرين، وصون الثوابت والمنجزات، والدعوة إلى السلام والمحبة والتعاون بين جميع الحضارات والأديان.
كما أعرب عن تفاؤله بالمستقبل بحكمة قيادات المنطقة، وبوعي شعوبها التي أصبحت أكثر وعيًا وإدراكًا لأهمية الأمن والاستقرار، كما أصبحت تدرك أهمية أن تتوحد لمواجهة التطرف والإرهاب. وفيما يلي نص الحوار: 

|| في مستهل الحوار.. بعد تولي معاليكم رئاسة المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، كيف تقيمون تجربة المجلس عمومًا؟
في البداية، نجدد شكرنا لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المفدى حفظه الله ورعاه على الثقة الغالية التي أولانا إياها جلالته برئاسة المجلس الأعلى للشئون الإسلامية خلفا للمغفور له بإذن الله تعالى سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة طيب الله ثراه.
وبخصوص سؤالكم، فإننا ننظر إلى تجربة المجلس الأعلى للشئون الإسلامية في مملكة البحرين باعتبارها نموذجا فريدا وطيبا ومخلصا في العالم الإسلامي لترسيخ الوسطية والوحدة بين المسلمين، والعمل المشترك بين علمائهم المخلصين في صوغ الواقع المنشود، بما يحكي صورة البحرين، ويعكس روح التعاون والمصير الواحد لدى أبنائها. 
وقد وضع المجلس نصب عينيه خدمة الدين والقيم والأخلاق، والحفاظ على الهوية الدينية للبحرين، وصون الثوابت والمنجزات، والدعوة إلى السلام والمحبة والتعاون بين جميع الحضارات والأديان، والعمل على تشخيص أهم المشكلات والقضايا التي يعاني منها المجتمع والعالم، والمساعدة في وضع حلول ناجعة لهم.
فاستطاع المجلس بفضل الله تعالى، وبدعم صاحب السمو الأمير الراحل طيب الله ثراه، ومن ثم بدعم صاحب الجلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه، أن يضطلع بدور مهم على المستوى المحلي والدولي، فعمل طوال سنواته الماضية على وضع البرامج والخطط اللازمة لتطوير الأنشطة الإسلامية المتعلقة بالشأن العام في البحرين، بما يتفق وروح العصر، مع الحفاظ على التراث الإسلامي العريق، وعلى استقلالية النشاط الأهلي وخصوصيته، كما عني بالمحافظة على القيم والتقاليد الإسلامية السمحاء وترسيخها، وإبراز روح الإسلام السمحة، وتفرده بالوسطية والاعتدال. وبموازاة ذلك، حرص على تعزيز علاقاته بنظرائه من المجالس والهيئات والجهات الإسلامية في العالم، ضمن إطار التعاون المشترك في خدمة القضايا الدينية والإنسانية بما يخدم جميع الأطراف.


|| وما هو منظوركم لدور المجلس في المرحلة المقبلة؟ وما هي تطلعاتكم له؟
إننا ننظر باعتزاز وفخر وسرور إلى ما حققه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية على مدى أكثر من عشرين عاما منذ تأسيسه من قبل المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة أمير البلاد الراحل طيب الله ثراه، متطلعين إلى بذل المزيد، انطلاقًا مما أسست له هذه التجربة الرائدة من تأكيد للوسطية والتعايش البناء والوحدة الإسلامية.
فنحن نتطلع بصدق إلى المضي قدما بعون الله في هذا الطريق، والبناء على ما تحقق، وبذل المزيد في خدمة ديننا وقيمنا وبلادنا وعالمنا العربي والإسلامي، بما يحقق رضا الله سبحانه وتعالى، ويلبي تطلعات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، ويرعى بأمانة مصلحة شعب البحرين.


|| ما هي قراءتكم للساحة الإسلامية وخاصة دول المنطقة حاليًا؟
العالم الإسلامي عاش ظروفًا صعبة في السنوات الماضية، وعانت الكثير من المجتمعات الإسلامية من الفوضى والعنف والإرهاب وغياب الاستقرار وبروز المتطرفين، ما أدى إلى استنزاف الكثير من الموارد والطاقات كانت ستكون من نصيب شعوب المنطقة ودولها لولا تلك المؤامرة الشريرة ضدها. ولكننا نرى اليوم أن الشعوب أصبحت أكثر وعيا وإدراكا لأهمية الأمن والاستقرار، كما أصبحت تدرك أهمية أن تتوحد لمواجهة التطرف والإرهاب الذي لا يمكن أن يؤدي إلى خير ومنفعة. ونحن متفائلون بحكمة قيادات المنطقة، وبوعي شعوبها، ونرى أن أنصار الخير والاستقرار سينتصرون على دعاة الفتنة والفوضى بمشيئة الله وعونه.


|| من بين أبرز أهداف المجلس العمل على التقريب بين المذاهب الإسلامية وتعزيز الوحدة بين المسلمين. ما هو منظوركم لدور المجلس في هذا الشأن؟
التعايش والمحبة والسلام هي من سمات أهل البحرين منذ القدم، ودور المجلس الأعلى للشئون الإسلامية وغيره من الجهات المعنية حفظ هذا الواقع والموروث وصونه والعمل على تعزيزه وتكريسه وترسيخه، والتأصيل الشرعي لتلك الثقافة ونشرها. فلكل مجتمع صفات وعادات وتقاليد تتوارثها الأجيال، ونحمد الله تعالى على أن التعايش والوسطية والوحدة الإسلامية هي من الصفات الأصيلة المتوارثة في هذا البلد الطيب وبين أهله الكرام.
وإن تشكيل المجلس الأعلى للشئون الإسلامية من علماء في الشريعة الإسلامية من الطائفتين الكريمتين هو في حد ذاته يعكس صورة مشرقة من صور التعايش والوحدة بين المسلمين في بلادنا، فضلا عن قيام المجلس في العام 2003 بتنظيم مؤتمر التقريب بين المذاهب الإسلامية، الذي ألحقه بندوتين عن اثنين من علماء البحرين البارزين من الطائفتين الكريمتين، وهما ممن عرف بالمنهج الوسطي والحرص على الوحدة بين المسلمين، الأولى أقيمت في العام 2005 عن الشيخ ميثم البحراني، والثانية أقيمت في العام 2007 عن الشيخ القاضي قاسم المهزع. كما أن جميع برامج المجلس ومشروعاته تجسد تلك القناعة وذلك الواقع وتكرس ثقافة الوحدة والتعايش.


|| في اللقاء الأخير الذي استقبلكم فيه جلالة الملك الشهر الماضي، جدد جلالته تقديره للدور الكبير الذي يتولاه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية. ما هي انطباعاتكم عن هذا اللقاء التاريخي؟
الالتقاء بحضرة صاحب الجلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه باعث على الفخر والسعادة والاعتزاز على الدوام، ولا شك أن تقدير جلالته لدور المجلس نعتبره وسام فخر على صدورنا، وأكبر تتويج للجهود المبذولة من قبل المجلس، وهي تمنحنا الدافع الأكبر للمضي قدما في ضوء التوجيهات السامية والرؤية السديدة لجلالته أيده الله.
لقد كان هذا اللقاء تاريخيا حقا في مسيرة المجلس، وسيبقى محفورا في ذاكرتنا جميعا، نستلهم منه العزم والإرادة لبذل المزيد انطلاقا من الأمانة والمسئولية المنوطة بنا، ووفاء وتقديرا وعرفانا لما أكرمنا به صاحب الجلالة الملك المفدى من ثقة ودعم ومساندة وتقدير.


|| أمر جلالة الملك بإنشاء كلية جديدة للدراسات الإسلامية تحمل اسم المغفور له بإذن الله تعالى سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة طيب الله ثراه، وتختص بتدريس علوم القرآن والقضاء الشرعي والفقه الإسلامي والفقه المقارن. فما هي آخر المستجدات بهذا الشأن؟
إنشاء هذه الكلية يعكس بوضوح حرص صاحب الجلالة الملك المفدى أيده الله واهتمامه بخدمة الدين الحنيف والقرآن الكريم، وتعزيز مخرجات العلوم الشرعية والدراسات الإسلامية في البلاد، كما أنه يأتي في سياق ما يوليه جلالته رعاه الله من رعاية ودعم لطلبة العلوم الدينية، وفي إطار ما تحقق في عهده الزاهر من منجزات كبيرة في خدمة الدين.
وإن تسمية هذا الصرح التنويري باسم المغفور له بإذن الله تعالى سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة طيب الله ثراه؛ يأتي تأكيدا لحرص جلالة الملك على تكريم الشخصيات الريادية والوطنية، تقديرا لجهودها وإسهاماتها المتعددة، وتخليدا لدورها التاريخي في خدمة الدين والوطن والناس.


|| ما هي آفاق التعاون بين المجلس والأزهر الشريف؟ وهل هناك تعاون بين الجانبين في مجال إنشاء كلية الدراسات الإسلامية؟
التعاون البحريني مع الأزهر الشريف فهو أمر تحرص عليه مملكة البحرين منذ القدم، والعلاقات بين الجانبين علاقات تاريخية وثيقة، خصوصا في المجالات الدراسية والتعليمية، فالأزهر الشريف منارة من منارات العلم والوسطية والخير، وله جهود واضحة في خدمة الإسلام والمسلمين، وفي تنقية الفكر الإسلامي مما يهدده من أفكار مغلوطة وما يواجهه من حملات تشويه.
وإننا نضم صوتنا في هذا الصدد مع دعوة الأزهر الشريف إلى ضرورة إعداد مناهج متوازنة ومتنوعة ووفق ضوابط وأسس محكمة لهذه الكلية بما يعمل على إذابة الفوارق المذهبية، وتحقيق الاستقرار المنشود، وحماية أهل البحرين باختلاف طوائفهم ومذاهبهم الفكرية من أي فكر متطرف يحاول اختطاف الشباب في المملكة.


|| يحرص المجلس الأعلى للشئون الإسلامية على المشاركة في المؤتمرات العامة السنوية التي ينظمها نظيره المصري. فما هو تقويمكم للعلاقات بين الجانبين؟
علاقات مملكة البحرين مع جمهورية مصر العربية الشقيقة علاقات تاريخية وطيدة، وقيادتا البلدين تحرصان على تعزيز هذه العلاقات على جميع المستويات، ما كان له انعكاس مباشر وواضح على علاقات الجهات الرسمية بين البلدين، ومنها علاقتنا بوزارة الأوقاف المصرية والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية التابع لها. ونحن نرى آفاقا رحبة وواسعة لمستقبل العلاقات بيننا انطلاقا من الرؤى الموحدة والتحديات المشتركة، ولقد كانت الزيارات الأخيرة المتبادلة بين مسئولي وقيادات الجهات الدينية بين البلدين فرصة لعقد عدد من اللقاءات التنسيقية والتشاورية المهمة.


|| في شهر فبراير الماضي شاركتم في المؤتمر الدولي الثامن والعشرين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بمصر، والذي حمل عنوانا لافتا ومهما، وهو: «صناعة الإرهاب ومخاطره وحتمية المواجهة وآلياتها»، فماذا عن هذا المؤتمر؟ هل لكم أن تحدثونا عن المؤتمر وأبرز نتائجه وتوصياته؟
نعم، لقد حمل مؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بمصر هذا العام عنوانا لافتا، وهو عنوان مهم ومباشر ويلامس هموم الأمة وقضاياها بجرأة وموضوعية، ما جعله يحظى باهتمام خاص ويحقق نجاحا كبيرا، فقد انطلق في الأساس من عنوان مهم اندرجت تحته محاور تلامس الواقع الذي نعيشه. وقد جاء هذا المؤتمر في وقت حساس تمر به أمتنا العربية والإسلامية، إذ تعيش تحديات كبيرة وغير مسبوقة، لإضعافها واستنزاف طاقاتها ومواردها، وزعزعة أمنها واستقرارها.
وقُدّمت في المؤتمر بحوثٌ قيمة، ووقف المتحدثون عند مفاهيم دقيقة ينبغي تصحيحها وتوضيحها. وقد كان المؤتمر فرصة طيبة لعقد لقاءات واجتماعات علمية وعملية وودية مع الوفود المشاركة. وقد اختتم المؤتمر بجملة من التوصيات المهمة والجريئة والضرورية، من أهمها الإجماع على أن مصالح الأوطان لا تنفك عن مقاصد الأديان، وإعطاء الأولوية القصوى لدعم مشروع الدولة الوطنية وصمودها في مواجهة الإرهاب وجميع التحديات التي تواجهها وتهدد وجودها، والعمل على خلق مناخ دولي يؤدي إلى ملاحقة دولية حقيقية وجادة للدول الراعية للإرهاب إيواء أو تمويلا أو دعما فكريا أو إعلاميا. وسن التشريعات الكفيلة بتجفيف منابع وحواضن وتمويل الإرهاب، وتتبع مصادر تمويله محليا ودوليا. ودعوة الأمم المتحدة لإصدار قانون دولي يجرم الإرهاب الإلكتروني ومسئولي المواقع التي تبثه، أو تروج له، وإدراج ذلك في عداد الجرائم ضد الإنسانية، مع رفع هذه التوصية إلى جامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، والمؤسسات الوطنية والدولية برلمانية وتنفيذية لتبنيها والعمل على إقرارها دوليا.


|| تم تقليد معاليكم وسام الجمهورية من الدرجة الأولى من قبل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في أواخر العام الماضي ضمن الاحتفال الرسمي بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف في القاهرة، تقديرا لدور معاليكم في خدمة القضايا الدينية والثقافية، وجهودكم في دعم أسس التعايش والوسطية والسلام. فما هي انطباعاتكم عن هذا التكريم؟ وماذا يمثل للبحرين؟
نحن نعتز كثيرا بهذا التكريم من فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة، ولا شك أن أي تكريم لمسئول بحريني فهو تكريم لمملكة البحرين كلها، وتقدير لدور قيادتها الرشيدة في الدعم والتوجيه والمساندة والمؤازرة، فهذه البلاد العزيزة هي مصدر الخير والعطاء.
فهذا التكريم وهذا الوسام هو تقدير لما توليه مملكة البحرين بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، من اهتمام وعناية بالقضايا العربية والإسلامية، ولما تضطلع به من دور بارز وفعال في تكريس قيم التعايش والتسامح والسلام، وفي تعزيز مناهج الوسطية والاعتدال، ودعم حرية الأديان وحوار الحضارات. كما أنه تقدير لما يضطلع به المجلس الأعلى للشئون الإسلامية من دور مهم في صون القيم والثوابت، وفي نشر الخير والاعتدال، انطلاقا مما يحظى به المجلس من دعم ومساندة من لدن القيادة الرشيدة، وعلى رأسها صاحب الجلالة الملك المفدى أيده الله.


|| أخيرًا... ما هي ملامح خطتكم للمجلس خلال المرحلة المقبلة؟
المجلس ماضٍ في مشروعاته وبرامجه المعتادة، وثمة عدة مشاريع جديدة لبناء وصيانة عدد من الجوامع في مناطق متعددة من البلاد بالتعاون مع وزارة العدل والشئون الإسلامية والأوقاف وإدارتي الأوقاف السنية والجعفرية، كما أن العمل جارٍ لتشغيل معهد القراءات وإعداد معلمي القرآن الكريم رسميا، إلى جانب مشاريع الدعم للمعاهد الدينية والحوزات ومراكز التحفيظ ولطلبة العلوم الشرعية.
كما بدأنا في وضع خططٍ لتعزيز علاقة المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالجهات الإسلامية والدينية الكبرى حول العالم، وشرعنا في بعض الخطوات التطويرية إداريا وهيكليا وتنظيميا في عمل المجلس لمواكبة التطور الفني والتقني والتكنولوجي، ونحن بصدد طباعة كتاب توثيقي شامل لمسيرة المجلس الأعلى للشئون الإسلامية منذ إنشائه وحتى الآن.