المركز الإعلامي


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

يقول الله تعالى في محكم كتابه العزيز: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ [الحجرات: 13]، ويقول عز وجل: ﴿خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ﴾ [الأعراف: 199]، ويقول تعالى أيضًا: ﴿فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ﴾ [الحجر: 85]، ويقول كذلك: ﴿وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ [النور: 22]. صدق الله العظيم. 

أما بعد، فإنه وتزامنًا مع احتفال الأمم المتحدة والعالم باليوم الدولي للتسامح،  يؤكد المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بمملكة البحرين أن الوسطية والتعايش والتسامح قيمٌ نبيلةٌ وأصيلةٌ يؤكِّد ويحث عليها ديننا الإسلامي الحنيف، ونستمدُّها من تعاليمه القويمة ومن تراثنا الثقافي في مملكة البحرين وإرثنا الحضاري على هذه الأرض المعطاءة، وقد أصبح العالم اليوم -وبعد تجارب مريرة- على يقين بأن تلك القيم الإنسانية النبيلة من أهم مرتكزات الأمن الاجتماعي ومقومات الوحدة والتنمية في المجتمعات البشرية. 

ويشيد المجلس في هذا السياق بما يوليه حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، من حرص واهتمام لترسيخ هذه القيم النبيلة، ورعاية وكفالة ممارسة الحريات والشعائر الدينية وصون حرية الرأي والفكر والضمير والمعتقد، باعتبار ذلك أساسًا صلبًا وقاعدةً ضروريةً لتحقيق التعايش والتسامح، مما أثمر سلسلة متتالية من المبادرات الرائدة والرؤى الحكيمة والمساعي النبيلة من لدن جلالته على المستويين المحلي والدولي.

كما يقدِّر جهود الحكومة الموقرة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله لتحقيق الرؤى الملكية السامية في هذا المجال، بمبادرات ومساعي طيبة تسير وفق منظومة تشريعية رشيدة وسياسات تنموية وتعليمية وثقافية وإعلامية حكيمة. 

ويستذكر المجلس باعتزازٍ احتضان مملكة البحرين العام الماضي لملتقى البحرين للحوار (الشرق والغرب من أجل التعايش السلمي) برعاية ملكية سامية، وبمشاركة فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، وقداسة بابا الفاتيكان رئيس الكنيسة الكاثوليكية. 

وفي الختام، يدعو المجلس في هذه المناسبة الطيبة إلى تضافر الجهود المخلصة لإعلاء هذه القيم بين الناس، والعمل على بثها وترسيخها في النفوس، وجعلها جزءًا ضروريًّا من المناهج الدراسية والبرامج الإعلامية، وذلك في إطار الثوابت والمبادئ والقيم والأعراف. 

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.