المركز الإعلامي

الجفير – المجلس الأعلى للشئون الإسلامية:

أشاد المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالمضامين العميقة التي تضمنتها الكلمة السامية التي وجهها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه لاجتماعات الجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي في دورتها الأخيرة التي استضافتها مملكة البحرين برعاية ملكية سامية.

وثمن المجلس في هذا السياق دعوة جلالته رعاه الله للمجتمع الدولي إلى تعزيز التعاون التشريعي والتقني في إقرار اتفاقية دولية لتجريم خطابات الكراهية الدينية والطائفية والعنصرية بجميع صورها، ومنع إساءة استغلال الحريات والمنصات الإعلامية والرقمية في ازدراء الأديان أو التحريض على التعصب والتطرف والإرهاب، والعمل الجماعي على نشر ثقافة السلام والتفاهم وقبول الآخر، وتعزيز عرى التآخي والصداقة بين الأمم، وإدماج هذه القيم وتعميمها في المناهج التعليمية والأنشطة الدينية والثقافية والرياضية. منوهًا بما دعا إليه جلالته رعاه الله من ضرورة العمل المشترك لتبني سياسات خارجية تحترم سيادة الدول وخصوصياتها الثقافية والحضارية، ووحدتها وسلامة أراضيها، دون وصاية أو تدخلات خارجية.

جاء ذلك في مستهل الجلسة الاعتيادية السادسة بالدورة الخامسة للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية التي انعقدت صباح اليوم برئاسة معالي الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن راشد آل خليفة رئيس المجلس في قاعة الاجتماعات بمبنى المجلس في الجفير.

وبمناسبة قرب حلول شهر رمضان المبارك، رفع المجلس أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، وإلى حكومة وشعب مملكة البحرين، وإلى الأمتين العربية والإسلامية، ضارعًا إلى الله تعالى أن يهله على الجميع بالخير واليمن والبركات.

وأكد أن شهر رمضان المبارك مناسبة عزيزة تبعث في النفوس مشاعر الخير والألفة والتواصل، وتعزز في المجتمع انتماءه إلى دينه وهويته وقيمه وعاداته وتقاليده، داعيًا إلى الاعتصام بتلك الهوية والقيم والعادات، والعمل على تكريسها وترسيخها لدعم الاستقرار الاجتماعي في المجتمع.

كما دعا إلى اغتنام الفرصة في هذا الشهر الفضيل بالعودة إلى الله سبحانه، والتقرب إليه بالعبادة والدعاء والبر والإحسان، وتعزيز عرى التراحم والتواصل والتكافل بين الناس، ونشر الألفة والمحبة، وإشاعة الخير والمعروف.

وأشار إلى أن تلك الروح والمبادئ والقيم هي الأسس التي انبنى عليها ديننا الإسلامي الحنيف، دين الفضيلة والوسطية والرحمة والسلام، على العكس تمامًا مما تروج له جهات معادية ومغرضة تعمل منذ سنوات على صناعة التخويف من الإسلام عبر سلسلة من الادعاءات الباطلة والمضللة لتشويه رسالة الإسلام التي جاءت سلامًا ورحمةً للعالمين.

وبمناسبة إحياء الأمم المتحدة لليوم الدولي لمكافحة الإسلاموفوبيا، حث المجلس المجتمع الدولي على اتخاذ موقف مسؤول ومنصف للتصدي للحملات الممنهجة لإثارة الكراهية والعنصرية ضد الإسلام والمسلمين، بما يعزز قيم التآخي والتعايش بين البشر على اختلاف أديانهم وطوائفهم ومذاهبهم ومشاربهم، وبما يكرس السلام في ربوع العالم.

إلى ذلك، أطلع معالي الرئيس أصحاب الفضيلة الأعضاء على نتائج مشاركة معاليه في أعمال القمة العالمية للتسامح والأخوة الإنسانية، وحفل تكريم الفائزين بجائزة زايد للأخوة الإنسانية في نسختها الرابعة، اللذين انعقدا الشهر الماضي في مدينة أبوظبي بحضور عدد كبير من الشخصيات العربية والعالمية البارزة، والقادة الدينيين من مختلف دول العالم، وذلك ضمن الفعاليات الدولية الكبرى لمهرجان الأخوة الإنسانية، الذي يقام في إطار احتفالات دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة باليوم العالمي للأخوة الإنسانية.

بعد ذلك، بحث المجلس الموضوعات المدرجة على جدول أعماله، واستهلها بمناقشة تقرير لجنة إبداء الرأي الشرعي، وقرر الموافقة عليه.

ثم اطلع على التقرير السنوي لمعهد القراءات وإعداد معلمي القرآن الكريم للعام 2022م، وتضمن عرضًا حول انتظام الدراسة وسيرها منذ شهر سبتمبر الماضي وحتى الآن، كما تناول الاستراتيجيات والسياسات للمعهد، والموارد البشرية والمالية، والشئون الطلابية، والعملية التعليمية والتدريبية، والتقنيات والخدمات المساندة، والبرامج والأنشطة.

وأعرب المجلس عن اعتزازه الكبير بما يضطلع به المعهد من دور، مقدرًا في الوقت نفسه الجهود المخلصة التي يبذلها مجلس إدارة المعهد، والمجلس العلمي، والجهاز الإداري فيه، سائلًا الله تعالى للجميع التوفيق والسداد في مجال خدمة كتاب الله العزيز.

وفي سياق متابعته لآخر المستجدات بشأن مشروعات إعمار الجوامع في المملكة، أخذ المجلس علمًا بنتائج المناقصة العامة لمشروع هدم وإعادة بناء مسجد الشيخ أحمد الفاتح بالمنامة وتحويله إلى جامع وإعادة تسوير المقبرة المحاذية له، معربًا عن تطلعه إلى سرعة إتمام الإجراءات اللازمة للبدء في تنفيذ المشروع.

وفي بند الرسائل والطلبات الواردة، استعرض المجلس طلبًا من مجلس الأوقاف السنية للموافقة على هدم وإعادة بناء جامع أبي عبيدة الجراح رضي الله عنه بمنطقة قلالي، وقرر إحالته على لجنة متابعة إنشاء الجوامع وملحقاتها لدراسة الخرائط والرسومات الهندسية ورفع توصياتها بهذا الشأن إلى المجلس.

كما اطلع على طلب آخر من إحدى المكتبات الإسلامية للإذن باستخدام الأصول الإلكترونية لمصحف البحرين لطباعة نسخ من المصحف الشريف، وقرر المجلس الموافقة على الطلب مع الالتزام بالشروط والضوابط المعتمدة لدى المجلس في هذا المجال.

واختتم المجلس جلسته ببحث ما يستجد من أعمال واتخذ بشأنها ما يلزم.