المركز الإعلامي

من القاهرة – المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية:


أكد معالي الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن راشد آل خليفة نائب رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية أن الأمة العربية والإسلامية تعيش اليوم تحديات كبيرة غير مسبوقة، لإضعافها واستنزاف طاقاتها ومواردها، وزعزعة أمنها واستقرارها، لتجعل منها أمة ضعيفة، ودولاً فاشلة، غير قادرة على النهوض، بل غير قادرة حتى على حماية نفسها وشعوبها، من أي مخططات أو مشاريع استعمارية أو توسعية.

جاء ذلك في تصريح لمعاليه لدى مشاركته والوفد المرافق اليوم الإثنين في أعمال المؤتمر الدولي الثامن والعشرين للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بجمهورية مصر العربية الشقيقة، تحت عنوان (صناعة الإرهاب ومخاطره وحتمية المواجهة وآلياتها)، والذي يقام في مدينة القاهرة تحت رعاية فخامة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.

ولفت معاليه إلى أن الإرهاب اليوم هو صناعة شديدة الخطورة والتعقيد والتأثير، وتعتمد على البرمجة الذهنية والنفسية باحترافية عالية، وبدهاء ومكر كبيرين، بحيث يؤدي هذا الإرهاب الأعمى إلى تآكل الأمة من الداخل. مضيفًا: "إن في العالم اليوم جهات ومؤسسات، بل وللأسف بعض الدول، تعمل ليلَ نهار، وعبر دراسات دقيقة واستراتيجية، على صناعة الإرهاب، وتصديره إلى أمتنا ودولنا، للإضرار بها وتهديد حاضرها ومستقبلها، كما تعمل على خلق مناهج عقائدية خطيرة، لتغذية الإرهابيين بطريقة تعزلهم عن أوطانهم ومجتمعاتهم؛ فكريًّا وروحيًّا واجتماعيًّا، وتوفر لهم حواضن اجتماعية آمنة، وتعيد برمجتهم تمامًا؛ بحيث تدفعهم إلى أعمال وحشية ودموية تحت شعارات وذرائع مقدسة".

وشدد معاليه على أن "الإرهاب الذي نشاهده اليوم لا ينتمي إلى تاريخ هذه الأمة، ولا إلى طبيعتها الفكرية والنفسية والاجتماعية، وهو مزيج من الأفكار المتطرفة، والنفسيات المضطربة، التي زُرعت في صدور أناس فقدوا استقلالهم وعقولهم وانتماءهم، وانتظموا في مجموعات عقائدية مغلقة غسلت أدمغتهم، وخلقت لديهم مشاعر الغربة عن مجتمعاتهم، والكراهية لها". داعيًا معاليه جميع المعنيين في الأمة إلى التكاتف بصدق وعزيمة، والتشارك في القراءة والتحليل والعمل، لحماية أوطاننا وشبابنا من هذه الآفة الشيطانية، عبر سلسلة من الخطوات الجادة، وأهمها تقويم الخطاب الديني، والعناية القصوى بمنابع التربية والتعليم والثقافة في المدراس والجامعات والمناهج الدراسية، والاهتمام بالمادة الإعلامية التي تبثها وسائل الإعلام لدينا، والتصدي بكل حزم لكل من ينشر التطرف، أو يثير الكراهية والفرقة في مجتمعاتنا، ومحاصرة رؤوس الفتنة في العالم، ومراقبة حركة الأموال التي تغذِّي الإرهاب والتطرف، مع ضرورة أن يتنادى أكابر علماء الأمة من جميع طوائفها ومذاهبها للتصدي لعقيدة الإرهاب وتفكيكها، والتأصيل الجاد والمسؤول لقيم السلام والتسامح والوئام، وذلك لتفكيك هذه المنظومة الفكرية والنفسية للمتأثرين بالأفكار المتطرفة، وتجفيف جميع منابع الإرهاب".

وأوضح معاليه أن التحدي الأبرز والأكبر هو أن نحفظ أبناءنا وشبابنا في أحضان أوطانهم، وضمن السياق التاريخي الصحيح لأمتهم وحضارتهم. 

وفي سياق متصل، شارك معالي الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن راشد آل خليفة نائب رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية والوفد المرافق مساء يوم أمس الأحد في اللقاء التحضيري للمؤتمر، بحضور معالي الأستاذ الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف بجمهورية مصر العربية وبمشاركة جميع الوفود المشاركة.

ويبحث المؤتمر الذي يختتم أعماله يوم غد الثلاثاء خمسة محاور رئيسة، يناقش في المحور الأول مفهوم الإرهاب ومفهوم صناعته، ومظاهره وأشكاله وتمويله، فيما يبحث في المحور الثاني أسبابه الدينية والاقتصادية والنفسية والتربوية والاجتماعية والسياسية، وفي المحور الثالث مخاطره على الدين والاقتصاد والمجتمع والأمن، وفي الرابع حتمية المواجهة له اجتماعيًّا وإقليميًّا ودوليًّا، ويركز المحور الخامس والأخير على مناقشة آليات المواجهة فكريًّا وتربويًّا واجتماعيًّا وأمنيًّا وعسكريًّا وإعلاميًّا، وسبل دعم صمود الدولة الوطنية وتقوية بنائها، ووضع استراتيجية دولية لمكافحة الإرهاب. 

ويشار إلى أنَّ وفد مملكة البحرين الذي يترأسه معالي الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن راشد آل خليفة نائب رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية يضم كلاًّ من: فضيلة الشيخ الدكتور فريد يعقوب المفتاح عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية وكيل الوزارة للشؤون الإسلامية، وفضيلة الشيخ محمد حسن عبدالمهدي الشيخ عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية.